خلق آدم
تبدأ قصة خلق آدم بتلك المحاورة بين الله والملائكة : فالله سبحانه يخبر الملائكة بأنه سيجعل في الأرض خليفة هو آدم وذريته ، وأنه سيمكنهم في الأرض ويجعلهم أصحاب السلطان فيها.
أخبر الله تعالى ملائكته على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته، كما يخبر بالأمر العظيم قبل كونه. فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا على وجه الاعتراض والتنقص لبني آدم والحسد لهم، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء.
علموا أن ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل آدم من قبائل يقال لها الحن والبن قبل آدم بألفي عام ، فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور.
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
منزلة آدم
و بعد ان خلق الله آدم علمه أسماء الأشياء وحقائقها وخواصها ليتمكن في الأرض وينتفع بها حق الانتفاع . نم أراد الله ان يري الملائكة رأي العين إن هذا الكائن الجديد هو اكثر علما وأوسع معرفة.
وسألهم الله ان يخبروه بأسماء أشياء معينة وخواصها. ولكن الملائكة عجزوا عن الإجابة وخاطبوا ربهم معتذرين . اننا ننز هك يا ربنا التنزيه اللائق بك ، ولا نعتر ض على مشيئتك إذ لا علم عندنا إلا الذي وهبتنا إياه وأنت العليم بكل شىء ، الحكيم في كل أمر تفعله .
و يدعو الله سبحانه آدم ويقول له : يا آدم اخبرالملائكة بما سألتهم: قيخبرهم آدم، وهنا خاطب الله الملائكة : ألم أقل لكم اني اعلم ما في السموات وما في الأرض مما لا يعلمه غيري وأعلم ما تظهرون من أقو الكم وما تخفون في نفوسكم .
﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾
تكريم آدم
و يخبر نا القرآن عن المادة التي خلق الله منها آدم .
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ﴾
﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾
﴿ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾
فلما أراد الله سبحانه أن يخلق آدم عليه السلام أخذ قبضة من الأرض من سهلها وحزنها أسودها وأبيضها وأحمرها فخلق منها آدم عليه السلام فجاء الخلق على ألوانها منهم الأبيض والأسود والأحمر ومنهم السهل والحزن.
فخلقه وصوره وتركه قيل: أربعين يوما، وقيل: أربعين سنة من أعمارنا طينا طوله ستون ذراعا في السماء، ثم نفخ فيه الروح من رأسه، فلما استقرت في الجسد عطس فحمد الله تعالى فقال الله تعالى له: يرحمك الله.
فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال: السلام عليكم ، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فزادوه ورحمة الله.
نم يأمر الله الملائكة بتكريم آدم بأن يسجدوا له سجود تكريم لا سجود عبادة ، لأن الله لا يأمر احدا ان يتوجه بالعادة الى سواه.
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾
ففي هذه الاية ثلاث مكرمات خص الله بها آدم .
أولا: خلقه بيده
ثانيا : نفخه فيه من روحه .
ثالثا : أمرالملائكة بالسجود له .
سجود الملائكة وامتناع ابليس
سجد الملائكة كلهم لادم امتثالا لأمر الله باستثناء ابليس الذي أبى ان يسجد استكبارا وعنادا ، ولقد سأله الله تعالى وهو اعلم عن السبب الذي منعه من السجود لادم بعد أن أمره به.
فاحتج بأنه افضل منه تكوينا ، فهو قد خلق من نار ، بينما آدم قد خلق من طين ، والنارفي رأيه أفضل من الطين وأبدى غاية التكبر ، عندثذ طرده الله من الجنة. ولعنه لعنة دائمة الى يوم القيامة بسبب كبريائه .
﴿ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ (73) إِلَّآ إِبۡلِيسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (74) قَالَ يَٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ (76) قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ (77) وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ﴾
طرد ابليس من الجنة
كان جزاء ابليس عل عناده وكبريائه وتمرده عن السجود لادم هو الطرد. من الجنة ذليلا مهانا .وطلب أبليس من ربه ان يمهله حيا الى يوم القيامة فأجاب الله طلبه لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى.
وعلل طلبه قائلا : بسبب حكمك علي يا رب بالهلاك أقسم لأحاولن جهدي أن أضل بني آدم واصرفهم عن طريقك المستقيم متخذا في سبيل ذلك كل وسيلة ممكنة، وسآتيهم من كل جهة استطيعها مترقبا كل غفلة منهم وضعف حتى أصل الى اغواههم وافسادهم ، واجعلاكثر هم غير شاكرين لك .
ولكن الله نهره قائلا : اخرج من الحنة مذموما مطرودا من رحمتي واقسم اني سأملا جهنم منك وممن يتبعك من بني آدم اجمعين . وهذا ما ذكره الله تعالى بقوله :
﴿ قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ (17) قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾
وتارة يصور القرآن عزم ابليس عل اغواء آدم باستثناء عباد الله الصالحين .
﴿ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِينٗا (61) قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا (62) قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا (63) وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَيۡهِم بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا ﴾
والمعنى : إن الله قال للملائكة حيوا آدم وكرموه بالانحناء له ، فامتثلوا لأمره إلا ابليس امتنع وقال منكرا : كيف اسجد لمن خلقته من طين ؟.
اخبرني يا رب عن هذا الذي كرمته علي حين أمرتني بالسجود له ، لم فضلته علي مع اني خيرٌ منه ؟ ولئن أخرت موتي الى يوم القيامة لأهلكن ذريته بالاغواء والضلال إلا القليل منهم ممن عصمته وحفظته .
فقال الله مهددا إياه امض لشأنك الذي اخترته لنفسك فمن اطاعك من ذرية آدم فإن جهنم جزاؤك وجزاؤهم ، وهو جزاء وافر كامل .
ويمضي الله سبحانه في وعيده قائلاََ , استخف وأوقع في معصية الله من استطعت منهم وافرغ جهدك في جميع انواع الإغراء، وشاركهم في كسب الأموال المحرمة وصرفها في المعاصي ، وتكفير الأولاد واغراههم علي الفساد ، وعدهم المواعيد الكاذبة الباطلة .
ثم يستدرك الله فيقول : إن ما يعد الشيطان اتباعه انما هو غرور وتمويه ، أما المخلصون من عباد الله المؤمنين فليس لإبليس عليهم سلطة ولا قدرة لأنهم توكلوا عل ربهم ، وكفى بالله نصيرا .
خلق حواء
أمر الله آدم ان يسكن الجنة مع زوجته ، واختلف العلماء في الوقت الذي خلقت زوجته فيه، فقيل : إن الله تعالى لما اخرج ابليس من الجنة واسكن فيها آدم بقي فيها وحده وما كان معه من يستأنس به، فألقى الله تعالى عليه النوم، ثم اخذ ضلعا من اضلاعه من شقه الأيسر ووضع مكانه لحما وخلق حواء منه.
فلما استيقظ وجد عند رأسه امراة قاعدة فسألها: من أنت ؟ قالت : امرأة ، قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إلي .
وفي القرآن الكريم اشارة لذلك ، قال تعالى :
﴿ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾
﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾
إغواء إبليس لآدم
لما اسكن الله آدم وزوجته الجنة أباح لهما ان يتمتعا بكل شيء فيها فيأكلان ما يشتهيان من ثمرها ، ولم ينههما إلا عن شجرة واحدة ، وأمرهما ان لايقرباها وان لا يذوقا من ثمرها ، وأنهما إن فعلا ذلك يكونان من الظالمين لنفسيهما بمخالفة أمر الله ، وما يترتب عل ذلك من العقوبة .
سر ابليس في قرارة نفسه لأنه وجد في ذلك النهي منفذا ينفذ فيه الى آدم وزوجته، فأخذ يحدثهما ويغريهما ليأكلا من ثمر تلك الشجرة ليكون عاقبة ذلك كشف ما ستر وغطي من عوراتهما .
وقد بالغ ابليس في إلحاحه وخداعه فأوهمهما ان الله منعهما من الأكل من تلك الشجرة لكي لا يصيرا ملكين، ولا يخلدا في الجنة ذات النعم ، وأقسم أنه لهما من الناصحين .
قال تعالى : ﴿ وَيَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (19) فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ ﴾
خطيئة آدم
نسي آدم وحواء أن ابليس هو عدوهما ، ووقعا في حبائل الفتنة، وأكلا من الشجرة، فلما ذاقا طعمها ، انكشفت لهما عوراتهما، وكانا قبل ذلك لا يرى كل منهما عورته ولا عورة الاخر.
ومن فرط حيائهما أخذا يجمعان بعض اوراق الشجر ليغطيا به ما انكشف ، وناداهما ربهما مؤنباً اياهما عل ذنبهما : ألم انهكما عن الأكل من تلك الشجرة ، واخبرتكما ان الشيطان لكما عدو مبين .
وشعر آدم وحواء بمبلغ ما اقترفا من إثم في معصيتهما لله، فندما اشد الندم، وتضرعا الى ربهما قائلين : يا ربنا اننا ظلمنا انفسنا بعصيانك ومخالفة أمرك فاغفر لنا وارحمنا ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا بفضلك لنكونن من الخاسرين .
﴿ فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾
العفو عن آدم واخراجه من الحنة
قبلَ الله توبة آدم ﴿ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
ولكن الله أنزل آدم وحواء من الجنة الى الأرض ، وانهم سيقيمون في الأرض يعمرونها ويتمتعون فيها تمتعا موقوتا الى حين انتهاء آجالهم، وأنه سبحانه سيمدهم بالهدى والرشاد، فمن تبع هدى الله فلن يقع في الآثم في الدنيا ولن يشقى فيها .
قال تعالي : ﴿ قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ (24) قَالَ فِيهَا تَحۡيَوۡنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنۡهَا تُخۡرَجُونَ ﴾
ختاماً، قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام ونزوله إلى الأرض تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر المهمة لكل مؤمن. من خلال قصة خلقه من الطين، ثم تعليمه الأسماء كلها، وتحديه مع إبليس، ثم نزوله إلى الأرض ليبدأ رحلة الحياة البشرية، تتضح لنا أهمية الطاعة والخضوع لأوامر الله، وأهمية العلم والمعرفة.
كما تبرز القصة معاني التوبة والعودة إلى الله بعد الخطأ، حيث أن الله تعالى قبل توبة آدم وهداه إلى الطريق المستقيم. إن هذه القصة تذكرنا بأن الحياة هي اختبار مستمر، وأننا يجب أن نتعلم من أخطائنا ونعود إلى الله بالتوبة والإصلاح. لعلنا نجد في هذه القصة الإلهام والقوة لنواجه تحديات حياتنا بإيمان وصبر، وأن نسعى دائماً لأن نكون من الطائعين الصالحين.