فهل يوجد احساس أجمل بان تشعر أن خالق الكون راض عنك. فيجعلك هذا تبتعد عن المعاصي التي كنت تفعلها لأنك متأكد ان الله يراك.
من علامات حب الله للإنسان
اولا: كثرة الابتلاءات. يقول النبي صلى الله عليه وسلم. «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط». رواه الترمذي وحسنه.
ويقول العلماء ان كثرة الابتلاءات تكون بسبب رضا الله عليك. فيرسل لك بعض الاختبارات الكبيرة في الدنيا. فليس بالشرط ان عندما تحدث مصيبة لك يكون بسبب غضب الله عليك. ولكن يكون هذا اختبار من الله لحبه لك. فيريد مضاعفة حسناتك ليزيد اجرك.
ثانيا: محبة الناس. هذه العلامة اذا ظهرت عليك فاعلم ان الله يحبك ويحب ان يقرب عباده منك. وذلك لأنك شخص جيد متقرب من الله. ومحبت الناس لك من اهم علامات حب الله لك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فاحبه فيحبه جبريل فقد امر الله سبحانه وتعالى سيدنا جبريل أن يحب هذا الشخص.
ثم ينادي الله اهل السماء ويأمرهم بحب ذلك الشخص. ثم يدعو الله اهل الارض ان يحبون ذلك الشخص. فيضع في قلوبهم حب ذلك الشخص. كما يوجد العكس أيضا إذا كان الشخص سيئا فيقوم بفعل المعاصي والفواحش. فيكرهه الله لأنه لا يريد التوبة ويقوم بأمر اهل الارض والسماء أن يبغضوه ويبتعدوا عنه. فيشعر وقتها انه يعيش في الدنيا وحده لشدة كره الناس له.
فما أعظم نعمة حب الناس التي ينعمه الله على بعض عباده. لسيرهم في الطريق المستقيم ومقاومة أنفسهم وفعل الفواحش. فعندما تشعر بمحبة الناس حولك سيساعدك هذا في تيسير امورك. وعدم الشعور بالوحدة والاستمتاع بالحياة
ثالثا : ومن علامات محبة الله عز وجل- للعبد المؤمن أن يحميه من فتن الدنيا وشهواتها، فالسعيد من جُنِّبَ الفتن. وفي رواية الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ"، وهذا لا يعني أن مَن أحبَّه الله أفقره ومن أبغضه أغناه.
لكن المقصود أن الله يعصمه من التعلق بشهوات الدنيا ويصرف قلبه عن حبها والانشغال بها، لئلا يركن إليها وينسى همَّ الآخرة. وانظروا -عباد الله- على سبيل المثال في حال من ينفق مئات الآلاف على أثاث منزله وسفرياته وشهواته، وهو فَرِح بذلك، ولكنك تراه يتمزق فؤاده وتكاد أن تذهب نفسه حسرات على مائة ريال أخرجها على مَضَض لصالح الفقراء والمحتاجين والمجاهدين، لماذا؟ لأنه أصبح أكبر همّه الدنيا وليس الآخرة فأحبّ الدنيا وزهد الآخرة.
ولذلك عندما جاء رجل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ"(رواه ابن ماجه). فالزهد أن تجعل الدنيا في يدك لا أن تجعلها في قلبك.
رابعا: القيام بالنوافل : قال الله عز وجل – في الحديث القدسي - : " وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه " ، ومن النوافل : نوافل الصلاة والصدقات والعمرة والحج والصيام .
قصتين عن حب الله للعبد
قصة حب الله لمعاوية بن معاوية المزني -رضي الله عنه- عن أَنس بن مالك قال، أنّ جبريل -عليه السّلام- نزل على النّبي -عليه الصلاة والسلام-يوم تبوك، فسأل النّبي -عليه الصلاة والسّلام- الصلاة على معاوية بن معاوية المزني، فخرج النّبي عليه الصلاة والسلام وخرج جبريل -عليه السلام- ومعه سبعون ألفًا من الملائكة في صفين، فصلّوا على معاوية، فلمّا سأل النّبي -عليه الصلاة والسّلام- جبريل عن عمل معاوية، أخبره جبريل -عليه السّلام- أنّه إنّما نال هذا الشّرف وهذه المنزلة بسبب حبه لسورة الإخلاص وقراءته لها في كل أحواله، وهذا إذا دلّ على شيء إنّما دلّ على حبّ الله تعالى له.
قصة حبّ الله للأعرابي الذي صدقه
رُوي عن شداد بن الهادِ رضي الله عنه، أن رجلًا من الأعراب جاء من البادية إلى النّبي -عليه السّلام، فآمن به وصدّقه ثم طلب من النّبي أن يهاجرمعه للمدينة فأذن له، فلمّا كانت غزوة خيبر جاء له بعض المسلمين بقسمتة من الغنائم التى قسمها له رسول الله.
فقال ماهذا قالوا قسما قسمه لك رسول الله - فأخذه وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم- وقال يا رسول الله ما هذا قال رسول الله قسما قسمته لك - فوضع الرجل المغانم التى استلمها أمام رسول الله وقال يارسول الله والله ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا وأشار إلى حلقه بسهما فأموت فأدخل الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تصدق الله يصدقك.
فدخلوا في معركة واستشهد فلمّا أُتي به إلى النّبي -عليه السلام- محمولًا والسَّهم حيث أشار، قال النّبي -عليه السلام- فيه "صدق الله فصدقه"، ثمّ كفنّه النّبي -عليه السلام- وصلّى عليه، فكان صدق إيمانه سببًا لمحبة الله -تعالى- له.
اخوتى فى الله فإذا أحبك الله فلا تسل عن الخير الذي سيصيبك .. والفضل الذي سينالك فيكفي أن تعلم بأنك " حبيب الله " .. فمن الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده .
ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق أحبابه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ
فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة فوائد لمحبة الله لعبده :- " كنت سمعه الذي يسمع به " أي أنه لا يسمع إلا ما يُحبه الله.
- " وبصره الذي يبصر به " فلا يرى إلا ما يُحبه الله.
- " ويده التي يبطش بها " فلا يعمل بيده إلا ما يرضاه الله.
- " ورجله التي يمشي بها " فلا يذهب إلا إلى ما يحبه الله.
- " وإن سألني لأعطينه " فدعاءه مسموع وسؤاله مجاب.
- " وإن استعاذني لأعيذنه " فهو محفوظٌ بحفظ الله له من كل سوء.