ما هو تعريف القرآن الكريم

ما هو تعريف القرآن الكريم

تعريف القرآن الكريم

القرآن الكريم : هو كلام الله تعالى المعجز المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد. بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المبدوء بسورة الفاتحة والمختتم بسورة الناس، والمتحدى بأقصر سورة منه. 

(فالكلام) جنس في التعريف يشمل كل كلام. وإضافته إلى الله تعالى تخرج كلام غيره من الإنس والجن والملائكة (والمنزل) تخرج كلام الله تعالى الذي استأثر به سبحانه وتعالى ، كما قال تعالى : ﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادُ الْكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ ، مَدَدًا )  وقوله تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامُ وَالْبَحْرُ يَمُدُهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحْرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَتُ اللَّهِ ).

الفرق بين القرآن والحديث النبوي والحديث القدسي

سبق أن ذكرنا تعريف القرآن فما هو تعريف الحديث النبوي والحديث القدسي ؟

أولاً : الحديث النبوي: الحديث في اللغة ضد القديم، ويطلق ويراد به كل كلام يتحدث به وينقل ويبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي، في يقظته أو في منامه. 

وبهذا المعنى سمي القرآن حديثاً. مصداق ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ).
وأما الحديث في الاصطلاح : فهو ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .

  • مثال القول، كقوله ﷺ :«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امریء ما نوی». رواه البخاري.
  • مثال الفعل، كالذي ثبت من تعليمه لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال لهم: «صلوا كما رأيتموني أصلي». وما ثبت أيضاً من حجه ، وقد قال حينئذ : «خذوا عني مناسككم»  . رواه البخاري
  • مثال التقرير أو الإقرار كأن يُقرّ أمراً علمه عن أحد من الصحابة من قول أو فعل . سواء أكان ذلك في حضرته أم في غيبته ثم بلغه ذلك. ومن أمثلة ذلك :
  1. أكل الضب على مائدته صلوات الله وسلامه عليه (رغم أنه لم يأكل منه. فهذا يعتبر إقراراً منه بإباحة أكله . كما في الصحيحين 
  2. ما روي أن رسول الله ﷺ بعث رجلاً على سرية. وكان هذا الرجل يقرأ في صلاته فيختم قراءته بقراءة سورة : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي .. فقال ﷺ سلوه لأي شيء يصنع ذلك فلما سألوه قال : لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها . فقال النبي عليه الصلاة والسلام : «أخبروه أن الله يحبه»  هكذا في باب فضائل القرآن للبخاري.
  • مثال الصفة كما روي من أنه صلى الله عليه وسلم كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صحاب ولا فحاش ولا عياب . بل كان صلوات الله وسلامه عليه كامل الصفات الحميدة كلها .
ثانياً : - الحديث القدسي

عرفنا فيما سبق تعريف القرآن وتعريف الحديث النبوي فما هو تعريف الحديث القدسي حتى نعرف الفرق بينهم؟: 

عرفنا فيما سبق تعريف كلمة الحديث في اللغة. وأما كلمة القدسي فنسبة إلى التقديس وهي نسبة تدل على التشريف والتعظيم لأن مادة هذه الكلمة تدل على التنزيه والتطهير في اللغة. فالتقديس هو تنزيه الله تعالى. والتقديس هو التطهير وتقدس : أي تطهر وقد قال الله تعالى حكاية عن ملائكته : ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )  أي نعظمك ونكبرك.

 وأما تعريف الحديث القدسي في الاصطلاح : هو ما يضيفه النبي ﷺ من الكلام إلى الله تعالى . أي أن النبيﷺ يرويه على أنه من كلام الله تعالى . فالرسول راو لكلام الله تعالى بلفظ من عنده ، وإذا رواه أحد يكون قد رواه عن رسول الله ﷺ مسنداً إلى الله عز وجل، فيقول مثلاً : - قال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه عز وجل أو يقول : قال رسول الله ﷺ : قال الله تعالى. أو يقول الله تعالى .

فمثال الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه عز وجل : (يد الله ملأى لا تغضيها نفقة سخاء الليل والنهار) .

ومثال الثاني : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : يقول الله تعالى : (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )  . فالرسول ﷺ إذا تحدث بالحديث النبوي لم ينسبه إلى ربه جل وعلا، وإذا تحدث بالحديث القدسي نسبه إلى الله عز وجل. والله تعالى أعلم.

الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي

هناك عدة فروق بين القرآن الكريم والحديث : القدسي : نذكر أهمها فيما يلي
  1. أن القرآن الكريم كلام الله تعالى أوحى الله به إلى رسوله محمد بلفظه وتحدى به أي بالقرآن العرب جميعاً فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله أو بسورة واحدة من مثله، ولا يزال التحدي به قائماً إلى يوم القيامة، فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين. وهذا بخلاف الحديث القدسي فلا يتحدى بتلاوته .
  2. القرآن الكريم لا ينسب إلا إلى الله تعالى فيقال : قال الله تعالى . والحديث القدسي كما سبق - قد يروى مضافاً إلى الله تعالى وتكون النسبة إليه حينئذ نسبة إنشاء . فيقال : قال الله أو يقول الله تعالى . وقد يروى مضافاً إلى رسول الله ﷺ وتكون النسبة حينئذ نسبة إخبار لأنه هو المخبر به عن الله عز وجل فيقال : قال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه عز وجل .
  3. القرآن الكريم كله منقول بطريق التواتر، فهو قطعي الثبوت. والأحاديث القدسية أكثرها أخبار آحاد ، فهي ظنية الثبوت. وقد يكون الحديث القدسي صحيحاً وقد يكون حسناً وقد يكون ضعيفاً. أما القرآن فلا تعتريه هذه الأحوال، لأنه كله صحيح من عند الله .
  4. القرآن الكريم من عند الله تعالى لفظه ومعناه. فهو وحي باللفظ والمعنى. والحديث القدسي معناه من عند الله تعالى ولفظه من عند رسول الله ﷺ على القول الصحيح فهو وحي بالمعنى دون اللفظ ولذا تجوز روايته بالمعنى عند جمهور المحدثين  .
  5. القرآن الكريم متعبد بتلاوته فهو الذي تتعين القراءة به في الصلوات لقوله تعالى : (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) . فقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة عبادة يثيب الله تعالى عليها كما جاء في الحديث الشريف: «من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول الم حرف. ولكن ألف حرف. ولام حرف. وميم حرف» .

وبالمقابل لهذا فإن الحديث القدسي لا يجزىء في الصلاة ويثيب الله عليه ثواباً عاماً. فلا يتحقق في قراءته الثواب الذي ورد ذكره في الحديث الشريف على قراءة القرآن الكريم بكل حرف عشر حسنات وبهذا يكون قد اتضح الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي. والله أعلم .

الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي

الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي؟: الحديث النبوي قسمان : قسم توقيفي وقسم توفيقي .

القسم التوقيفي : هو الذي تلقى الرسول صلوات الله وسلامه عليه مضمونه من الوحي فبينه للناس بكلامه .. وهذا القسم التوقيفي وإن كان مضمونه منسوباً إلى الله جل وعلا فإنه من حيث هو كلام) حري بأن ينسب إلى الرسول ﷺ ، لأن الكلام إنما ينسب إلى قائله وإن كان ما فيه من المعنى قد تلقاه من غيره .

القسم الثاني التوفيقي : هو الذي استنبطه الرسول صلوات الله وسلامه عليه من فهمه للقرآن بتوفيق من الله تعالى، لأنه صلوات الله وسلامه عليه مبين للقرآن أو استنبطه بالتأمل والاجتهاد، وهذا القسم الاستنباطي الاجتهادي من الرسول ﷺ يقره الوحي إذا كان صواباً، وإذا وقع فيه خطأ جزئي نزل الوحي بالصواب. ومثال ذلك ما وقع في أسرى بدر فإن الرسول ﷺ أخذ برأي أبي بكر وقبل من الأسرى الفداء، فنزل القرآن الكريم بالصواب للنبي ﷺ . بقوله تعالى : ( مَا كَانَ لِنَبِي أَن يَكُونَ لَهُ وَ أَسْرَى حَتَّى يُثخِنَ فِي الْأَرْضِ ) .

ويتبين من ذلك أن الأحاديث النبوية بقسميها التوقيفي والتوفيقي، يمكن أن يقال عنها أن مردها جميعاً بجملتها إلى الوحي، وهذا معنى قوله تعالى في رسولنا الكريم ﷺ : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وحي يوحى )  .
ولكن الحديث القدسي معناه من عند الله عز وجل يلقي المعنى إلى الرسول ﷺ بأي كيفية من كيفيات الوحي. أما ألفاظه فمن عند رسول الله ﷺ على الراجح ونسبته إلى الله تعالى نسبة للمضمون وليست نسبة للألفاظ. ولو كان لفظ الحديث القدسي من عند الله لما كان هناك فرق بينه وبين القرآن ولوقع به التحدي بأسلوبه والتعبد بتلاوته.
والله تعالى أعلم .

تعليقات