- هل تصلي في بعض الأوقات وتدع الصلاة في أوقات أخرى ويحصل منك العزم على التوبة في بعض الأوقات ثم ترجع عن ذلك .
- هل ذنوبك كثيرة وتخاف ألا تقبل توبتك .
- هل فعلت كبائر ومعاصي كثيرة وليس عندك امل فى ان يتقبلك الله .
أبشر أخي الحبيب فهذه بشرى من الله لك, التوبة مهما كثرت الذنوب
التوبة مهما كثرت الذنوب
الحياة مليئة بالتحديات، وفي كثير من الأحيان قد نجد أنفسنا نقترف أخطاءً أو نغرق في الذنوب، ولكن هل تعلم أن باب التوبة مفتوح دائمًا؟ هذه ليست مجرد كلمات؛ إنها بشرى عظيمة من الله، وهي دليل على رحمته الواسعة وحبه لعباده.
قال تعالى :«قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
تأمل اخى الحبيب قوله ﴿ يَاعِبَادِي ﴾،مهما كانت معصيتك كبيرة، ومهما كانت ذنوبك كثيرة، فإن الله لن يتبرأ منك، بل لا يزال يقول للمسرفين: ﴿ يَاعِبَادِي﴾ . هذه الآية تعكس مدى رحمة الله. مهما كانت ذنوبك، ومهما بلغت من الكثرة أو العظم، فإن الله يغفرها إذا أقبلت عليه بقلب صادق ونية خالصة.
ما معنى التوبة
التوبة ليست مجرد كلمات تقال؛ بل هي شعور داخلي بالندم على الخطأ، وقرار حقيقي بالابتعاد عنه، والتوجه إلى الله طلبًا للمغفرة. إنها عودة إلى الله بقلب مليء بالأمل، وكأنك تقول: "يا رب، لقد أخطأت، وأنا أعود إليك".
رحمة الله بلا حدود
تصور معي هذا الحديث القدسي: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي". كم هو جميل أن تعرف أن الله لا يتردد في قبولك مرة أخرى، بل يفرح بعودتك إليه حتى لو كانت زلاتك كبيرة.
تأمل قصة إخوة يوسف لما أرادوا أن يأخذوا معهم أخاهم بنيامين إلى العزيز،الذي هو يوسف ليكتال معهم قالوا لأبيهم: « فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا » ، فلما اتهم بنيامين بالسرقة وهو ذنب واحد قالوالأبيهم: « إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ » .
لم يقولوا: ﴿إن أخانا سرق﴾ كما قالوا في الأولى « فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا » تبرؤوا منه لفظا بذنب واحد! والله لا يتبرأ منك حتى لو أسرفت بذنوب كأمثال الجبال بل يناديك في جملة المسرفين
بقوله: « يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا » .
تأمل، قال: « أَسْرَفُوا» ولم يقل: ( أذنبوا ) الإسراف هو التمادي بالذنوب والإفراط فيها، ومع هذا يقول: لا تقنطوا أي لاتيأسوا من رحمة الله. رحمة الله التي وسعت كل شيء، تَسَعُ أي ذنب، حتى ذنوبنا الكثيرة والكبيرة.
عندما يسرف المذنب على نفسه فإن أول ما يأتيه الشيطان فيقول أين أنت وأين التوبة، فمثلك لا يتوب ولا يُتاب عليه وكيف تتوب وأنت الذي فعلت كذا وكذا؟.الشيطان إذا نال منك في هذا فلا يريد منك شيئًا بعدها؛ فقد أسْلَمَك لمهلكك.
ولذلك قال الله ليطرد عنك هذه الوسوسة: « لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »، قال العلامة السعدي رحمه الله قوله تعالى: « لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ » أي لا تيأسوا منها, فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة, وتقولوا قد كثرت ذنوبنا, وتراكمت عيوبنا, فليس لها طريق يزيلها, ولا سبيل يصرفها, فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان .
ولكن اعرفوا ربكم, بأسمائه الدالة على كرمه وجوده, واعلموا « إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا » من الشرك, والقتل, والزنا, والربا, والظلم, وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغاركل الذنوب التي تخطر ببالك والتي لا تخطر ببالك مما قد لا يتصوّر أن يفعله بشر. فلا ييأس أحد من رحمته ومغفرته, فإنه يغفر الذنوب جميعاً, وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها.
خطوات التوبة
- الندم: أشعر بالحزن الصادق على ما اقترفته.
- الإقلاع عن الذنب: توقف عن القيام بما في ذلك يغضب الله.
- العزم على عدم العودة: النجاح قرار قوي بالابتعاد عن الذنب المستقبلي.
- الإكثار من الأعمال الصالحة: الصلاة، الدعاء، الصدقة، والإحسان للناس.
التوبة ليست للمذنبين فقط
حتى لو كنت تشعر أنك لم ترتكب شيئًا معقولًا، التوبة تجدد علاقتك بالله وتنقي قلبك. كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه أكثر من 70 مرة في اليوم رغم أنه معصوم من الذنب. فما بالك بنا؟
رسالة أمل لك اليوم
اطمئن الله يقول لك : ( يا عبدي) هذا وأنت مسرف على نفسك بالذنوب ! فكيف وأنت مقبل عليه بالتوبة؟ تأمل « لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ » و « إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا » و « إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » ثلاث جُمل، كل جملة لوحدها كافية لنزع الخوف من قلبك وروحك فكيف وهي في آية مجتمعة، وكيف وهي مفتتحة بكملة «يَعِبَادِي» .
- اخرج من ضيق المعصية إلى سعة الطاعة.
- وانتقل من قلق الخاتمة إلى طمأنينة المصير في الآخرة.
- واستبدل صحبة الفاسقين برفقة الصالحين.
وكن في ظل الرحمة الباردة، واحذر من وحشة القنوط الحارقة,
قال الله تعالى: (( يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أَبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي)).