فضل الأذان أعظم نداء للتوحيد والصلاة

فضل الأذان أعظم نداء للتوحيد والصلاة

تعريف الأذان

لغة: الإعلام، ومنه قوله تعالى : «وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ« [التوبة: ٣].  أي إعلام .

وشرعاً : التعبد لله للإعلام إلى الصلاة بصفة مخصوصة. قال الحافظ ابن حجر : واختلف في السنة التي فرض فيها ، والراجح أن ذلك كان في السنة الأولى . 

الأذان مشروع بالكتاب والسنة: قال تعالى: « وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ».[المائدة: ٥٨]. وقال الرسول ﷺ لمالك بن الحويرث: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم». متفق عليه».

والأذان يعتبر علامة للإسلام وشعاراً للإيمان. «كان رسول الله ﷺ إذا أغار على بلدة أمر أن ينتظر فإذا سمع أذاناً كف وإلا أغار» رواه مسلم وأجمع العلماء على مشروعيته.

حكمه: فرض كفاية لقوله : «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم». وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية. لأن الأوامر التي أمر النبي ﷺ فيها بالأذان تتحقق بأن يؤذن البعض.

فضل الأذان

فضله عظيم قالﷺ: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة» رواه مسلم. (أعناقاً) قيل : معناه أكثر تشوقاً إلى رحمة الله، وقيل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب . 

وقال ﷺ:«لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا». متفق عليه. وقال ﷺ: «المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس» رواه أبو داود.

لهذه الأحاديث وغيرها ذهب بعض العلماء ومنهم [ابن تيمية] إلى أن الأذان أفضل من الإمامة، وقال بعض العلماء: الإمامة أفضل لأن الرسول والخلفاء من بعده كانوا أئمة والراجح أن ينظر في كل إنسان بحسبه).

متي شرع الأذان

شرع الأذان برؤية عبد الله بن زيد وأقره النبي ﷺ قال : «لَمَّا أمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالناقوسِ يُعمَلُ ليَضرِبَ به للناسِ لجمعِ الصلاةِ طاف بي وأنا نائمٌ رجُلٌ يحمِلُ ناقوسًا في يدِه، فقلتُ: يا عبدَ اللهِ أَتبيعُ الناقوسَ؟ قال: وما تصنَعُ به؟ فقلتُ: نَدْعو به إلى الصلاةِ، قال: أفَلَا أدُلُّكَ على ما هو خَيرٌ مِن ذلك؟ فقلتُ له: بلى .

قال: فقال: تقولُ: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الفلاحِ، حَيَّ على الفلاحِ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ. 

قال: ثمَّ استأخَرَ عنِّي غيرَ بعيدٍ، ثمَّ قال: وتقولُ إذا أقَمتَ الصلاةَ: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حَيَّ على الصلاةِ، حَيَّ على الفلاحِ، قد قامَتِ الصلاةُ، قد قامَتِ الصلاةُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ .

فلمَّا أصبَحتُ، أتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرْتُه، بما رأَيتُ فقال: إنَّها لرُؤْيا حَقٍّ إنْ شاء اللهُ، فقُمْ مع بلالٍ فأَلْقِ عليه ما رأَيتَ، فلْيُؤذِّنْ به، فإنَّه أَنْدى صوتًا منكَ، فقُمتُ مع بلالٍ، فجعَلتُ أُلقِيه عليه، ويؤذِّنُ به، قال: فسمِعَ ذلك عُمَرُ بنُ الخطابِ، وهو في بيتِه، فخرج يجُرُّ رِداءَه، ويقولُ: والذي بعَثَكَ بالحقِّ يا رسولَ اللهِ، لقد رأَيتُ مِثلَ ما رأَى، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فللهِ الحمدُ».

أحكام الأذان في حالات مختلفة

لا يجب الأذان على النساء، والمذهب أنه مكروه. 

يشرع الأذان للصلوات الخمس ولو كانت مقضية: لحديث: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم » ولو كانت مقضية: لحديث أبي قتادة في قصة نوم النبي وأصحابه عن صلاة الفجر وفيه:« فنام و نام معه أصحابه فلم يوقظهم إلا حر الشمس.. ثم أمر النبي ﷺ بلالا فأذن ثم صلى رسول الله ﷺ ركعتين - يعني النافلة - ثم أمره فأقام الغداة فصنع كما يصنع كل يوم» رواه مسلم .

يجب الأذان على المسافر: قال الشيخ السعدي: والصحيح وجوب الأذان حتى على المسافرين للعمومات، ولأن النبي ﷺ  وأصحابه لم يكونوا يتركون الأذان في أسفارهم .

يسن الأذان للمنفرد لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: «يعجب ربك من راعي غنم في شظية بجبل يؤذن ويقيم ويصلي فيقول الله: انظروا لعبدي هذا يؤذن ويقيم يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة». رواه أبو داود.

قال الشوكاني: ( والحديث يدل على شرعية الأذان للمنفرد فيكون صالحاً لرد قول من قال: إن شرعية الأذان تختص بالجماعة).

شروط المؤذن وصفاته

1- يجب على المؤذن أن يكون أميناً: لحديث أبي هريرة الله قال : قال رسول الله ﷺ:«الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن» رواه أبو داود.

2- يستحب أن يكون صيتاً: أي عالي الصوت. لقول الرسول ﷺ لعبد الله بن زيد قم فألقه على بلال فإنه أندى منك صوتاً أي أرفع صوتاً. ولأنه أبلغ في الإعلام، وأعظم في الثواب كما في حديث أبي سعيد : لا يسمع صوت المؤذن إنس ولا جن إلا شهد له يوم القيامة.

3- أن يكون حسن الصوت: عن أبي محذورة أن النبيﷺ أعجبه صوته فعلمه الأذان) رواه ابن خزيمة.

4- أن يكون عالماً بالوقت: لئلا يخلط، ولئلا يؤذن قبل الوقت. وليس بواجب ، لأن ابن أم مكتوم كان يؤذن وهو أعمى.

5- أن يكون طاهراً : لحديث المهاجر بن قنفذ «أنه أتى النبي ﷺ وهو يبول. فسلم عليه فلم يرد عليه السلام حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال : إني كرهت أن أذكر الله إلاعلى طهر» رواه أبو داود.(کرهت) يدل على أنه يكره للمسلم أن يذكر الله على غير طهارة.

6- ان يكون مستقبل القبلة: قال ابن قدامة : المستحب أن يؤذن مستقبل القبلة لا نعلم فيه خلافاً ، فإن مؤذني النبي كانوا يؤذنون مستقبلي القبلة . 

7- يستحب للمؤذن أن يميل براسه يمنة ويسرة في الحيعلتين: لحديث أبي جحيفة قال أتيت النبي ﷺ وهو في قبة ، « وأذن بلال فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا يقول يميناً وشمالاً حي على الصلاة حي على الفلاح» متفق عليه. وقد ذكر العلماء لذلك صوراً :

الأولى: أن يلتفت يميناً حي على الصلاة حي على الصلاة ثم شمالاً حي على الفلاح حي على الفلاح.

الثانية: أن يلتفت يميناً حي على الصلاة مرة ثم يقول حي على الصلاة.

الأخرى شمالاً. ليكون لكل من السامعين في اليمين والشمال نصيب في الحيعلتين. هذا الالتفات سنة عند جماهير العلماء.

8- يستحب أن يجعل أصبعيه في أذنيه: لقول أبي جحيفة الله (رأيت بلالاً يؤذن وأتتبع فاه ههنا وههنا وإصبعاه في أذنيه) رواه الترمذي.

9- يستحب للمؤذن ان يترسل في الأذان: (أي يتريث) ويحدر في الإقامة (أي يسرع) ويستعجل، فيترسل في الأذان ليسمع البعيد، وأما الإقامة فالأفضل الحدر بها، لأنها إعلام للحاضرين بإقامة الصلاة، فلا يحتاجون ما يحتاج أليه البعيد.

10- يسن قول الصلاة خير من النوم: في أذان الصبح لحديث أنس رضي الله عنه قال ( من السنة إذا قال المؤذن في الفجر : حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم) رواه ابن خزيمة والبيهقي وزاد (مرتين).

11- يسن متابعة المؤذن: لحديث أبي سعيد قال : قال رسول الله ﷺ:«إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول» متفق عليه. متابعة المؤذن تكون في جميع جمل الأذان ما عدا في الحيعلتين فإنه يقال بدلاً منها : لا حول ولا قوة إلا بالله.

الأدعية المتعلقة بالأذان

1- يتابعه في جمل الأذان كما سبق.

2- بعد الأذان يصلي على ا النبي . لحديث عبد الله بن عمر و الله قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي» رواه مسلم.

3- قول بعد الشهادتين ما ورد . عن سعد ابن أبي وقاص عن رسول الله أنه قال : من قال حين يسمع المؤذن : «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه» .رواه مسلم

4- يقول الدعاء (اللهم رب هذه الدعوة.. ). لحديث جابر الله قال: قال رسول الله ﷺ: من قال حين يسمع النداء: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي» رواه البخاري. (المقام المحمود): أي يحمد القائم فيه، وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد وأعلاها الشفاعة العظمى.

5- الدعاء بعد الأذان. لحديث عبدالله بن عمرو الله أن رجلاً قال: «يا رسول الله ! إن المؤذنين يفضلوننا. فقال رسول الله ﷺ: قل كما يقولون ثم سل تعطه» رواه أبو داود.

فائدة

زيادة إنك لا تخلف الميعاد حكم الشيخ الألباني بشذوذها.

زيادة (والدرجة الرفيعة) لا أصل لها.

لا يشرع متابعة المؤذن في الإقامة.

تعليقات