فضائل الوضوء: 10 فوائد تجمع بين الطهارة والمغفرة

فضل الوضوء: 10 فوائد تجمع بين الطهارة والمغفرة

الوضوء هو أحد أعظم الشعائر التعبدية في الإسلام، ويُعتبر شرطًا أساسيًا لصحة الصلاة. فهو ليس مجرد عملية طهارة جسدية، بل هو وسيلة روحية لتجديد النقاء الداخلي وإعداد المسلم لملاقاة ربه في أفضل حالاته. وتتعدد فضائل الوضوء في الإسلام،وسنذكر فى هذة المقالة عشرة فضائل للوضوء.

فضائل الوضوء: 10 فوائد تجمع بين الطهارة والمغفرة
1-طهارة البدن والروح

قد أمرنا الله تعالى به في كتابه الكريم حيث قال: 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. (المائدة: 6)

2- قبول الصلاة

الوضوء هو أحد الشروط الأساسية لقبول الصلاة.عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:(لا صلاةَ لِمن لا وُضوءَ له، ولا وُضوءَ لِمن لم يَذْكر اسم الله تعالى عليه).

يخبر أبو هريرة رضي الله عنه في هذا الحديث عن رسول الله ﷺ أنه حكم بعدم صحة صلاة من لم يتوضأ، كما حكم بعدم صحة وضوء من لم يذكر اسم الله عليه. 

فلم يقل: بسم الله. قبل الوضوء، فالحديث نص في وجوب التسمية عند الوضوء، ومن تركها عمدا فوضوءه باطل، ومن توضأ بدون تسمية ناسيا أو جاهلا بالحكم الشرعي فوضوءه صحيح.

3- علامة الإيمان

عن ثوبأن رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (استَقيموا ولَن تُحصوا واعلَموا أنَّ خيرَ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ ولا يحافظُ علَى الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ)رواه ابن ماجه وصححه الألباني

وعن أبي مالكٍ الحارث بن عاصمٍ الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:(الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجةٌ لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها). رواه مسلم

4- المغفرة

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ). [رواه مسلم] 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ .إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ).

سَألَ النبيُّ ﷺ أصحابَه هل يُريدون أنْ يدلَّهم على أعمال تكون سببًا في مغفرة الذنوب، ومحوها من كُتب الحفظة، وعلو المنازل في الجنة،قال الصحابة: نعم نريد ذلك. قال: 

  • الأول: استيعاب وإتمام الوضوء على مشقة؛ كَبردٍ، وقلة ماء، وألم جسم، وماء حار. 
  • الثاني: كثرة الخُطا -وهي ما بين القدمين- إلى المساجد ببعد الدار، وكثرة التكرار. 
  • الثالث: انتظار وقت الصلاة، وتعلُّق القلب بها، والتأهب لها، والجلوس لها في المسجد لانتظار الجماعة، فإذا صلاها انتظر في مصلاه صلاةً أخرى. 

ثم بيَّنَ صلى الله عليه وسلم أنَّ هذه الأمور هي المرابطة الحقيقية؛ لأنها تسد طرق الشيطان على النفس، وتقهر الهوى، وتمنعها من قبول الوساوس، فيغلب بها حزبُ الله جنودَ الشيطان؛ وذلك هو الجهاد الأكبر، فكانت بمنزلة الرباط على ثغر العدو.

5- محبة الله

قال تعالى: ﴿ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾

٦. شعار الأمة المحمدية

عن أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ النبيَّ ﷺ يقولُ:( إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ).صحيح البخاري

7-  دخول الجنة وزينتها

عن أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي ﷺ يَقُولُ: ( تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ). رواه مسلم.

عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضى الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال:(دَخَلتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَةً أَمَامِى، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قال أَنَا بِلَالٌ، بِمَ سَبَقْتَنى إِلَى الْجَنَّةِ؟ قَالَ: مَا أَحْدَثْتُ إِلا تَوضَّأتُ وَمَا تَوَضَّأتُ إِلا رَأيْتُ أنَّ للَّه عَلَىَّ رَكعَتيْنِ، قَالَ: بها).

8- فضل الدعاء بعد الوضوء

عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ(ما مِن مُسلمٍ يتَوضَّأُ فيُحسِنُ الوضوءَ ثمَّ يقولُ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورَسولُه إلَّا فُتِحتْ لهُ ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ يدخُلُ مِن أيِّها شاءَ).

وعن أبي سعيد رضي الله عنه: عن النبى ﷺ قال: مَن توضَّأَ فقالَ : (سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ ، كُتِبَ في رقٍّ ثمَّ طبعَ بطابعٍ فلم يُكْسَر إلى يومِ القيامةِ) رواه الحاكم وصححه الألباني.

9- فضل النوم على طهارة

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ). رواه الترمذي وصححه الألباني.

ما من عبد مسلم ينام على ذكر الله تعالى من قراءة أو تكبير أو تهليل أو تسبيح أو تحميد، وهو على وضوء وطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، فيستيقظ في الليل ويتقلب في فراشه، فيسأل الله عز وجل خيرًا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله ما سأل.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ:( طَهِّروا هذِهِ الأجسادَ طَهَّرَكُمُ اللَّهُ فإنَّهُ ليسَ من عبدٌ يبيتُ طاهرًا إلَّا باتَ معَهُ في شعارِهِ ملَكٌ ولا ينقَلبُ ساعةً منَ اللَّيلِ إلَّا قالَ : اللَّهُمَّ اغفِر لعبدِكَ فإنَّهُ باتَ طاهرًا ). رواه ابن حبان وصححه الألباني.

10- فضل السواك عند الوضوء

عن ابن شهاب قال: قال رسول الله ﷺ:(إذا قامَ أحدُكُمْ يصلِّي مِنَ الليلِ، فَلْيَسْتَكْ، فإنَّ أحدَكُمْ إذا قرأَ في صلاتِهِ، وضعَ مَلَكٌ فَاهُ على فيهِ ، و لا يخرجُ من فيهِ شيءٌ إلَّا دخلَ فَمَ المَلَكِ). الزهد لابن المبارك وصححه الالباني.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:(لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَوْعَلَى أُمَّتِي- لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ).

وقد نص صاحب مغني المحتاج على أن من فوائده: أنه يطهر الفم ويرضي الرب ويبيض الأسنان ويطيب النكهة، ويسوي الظهر ويشد اللثة ويبطئ الشيب، ويصفي الخلقة ويذكي الفطنة، ويضاعف الأجر ويسهل النزع، ويذكر الشهادة عند الموت.

واذا اردت ان تعلم مواطن الوضوء انظرالى الصورة.

مواطن الوضوء

الخاتمة: الوضوء هو عبادة عظيمة في الإسلام تحمل في طياتها معاني الطهارة والإخلاص والاستعداد للوقوف بين يدي الله. هو ليس مجرد شرط للصلاة، بل هوعمل يتقرب به العبد إلى ربه ويطهر به روحه وجسده. لذا، ينبغي على المسلمأن يحسن وضوءه ويدرك فضله العظيم، ويحرص على المداومة عليه لينالالأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

تعليقات